“منحنى النسيان”
دراسة علمية في التذكر والنسيان – وكيف تقوي ذاكرتك
مقدمة:
لقد تطور الدماغ البشري مع الذاكرة لحفظ المعلومات التي تهم الإنسان من أجل محاولته البقاء على قيد الحياة في الظروف البيئية المختلفة، حفظت ذاكرة الإنسان كيفية إيجاد النار لطهي الطعام، وحفظت شكل ونوع الحيوانات المفترسة التي تُهدده، وحفظت كثيرًا من العادات التي تحافظ على استقراره وبقائه على قيد الحياة.
ولكن مع زيادة التطور والتقدم الحضاري، صار واجبًا على الإنسان تذكر معلومات أكثر تعقيدًا وأهمية، وزادت المجالات التي يستهل منها الإنسان المعارف وتعقدت النظريات وتنوعت الفرضيات وصار على الإنسان دراسة وتحليل كل منها لاستخدامها في عمليات اتخاذ القرارات في مختلف المجالات، ليس هذا فحسب بل عليه أن يحفظها في ذاكرته دومًا، مثل تعلم القوانين أو اللغات، على العكس وجد الإنسان نفسه ينسى أغلب ما يتعلمه حتى لو بعد فترة قصيرة من تعلم الشيء، إلا أن للعلم تفسيرًا لهذه الظاهرة التي أطلقوا عليها اسم “منحنى النسيان”.
ما هو النسيان?
يشير مفهوم النسيان إلى فقدان إمكانية الوصول إلى المعلومات التي سبق معالجتها في الذاكرة، وهذا النسيان ممكن نظرًا لظروف مختلفة جدًا.
عموماً هذه الظاهرة هي بسبب انحرافات الانتباه، أو لمجرد مرور الوقت، على الرغم من الممكن أن يحدث النسيان كوسيلة لمنع أي موقف مرهق أو بسبب وجود نوع من الاضطرابات، سواء كانت عضوية أو نفسية.
على الرغم من أنها تبدو مزعجة وغير مرغوب فيها إلى حد ما، إلا أن القدرة على النسيان تؤدي وظيفة تكيفية. من خلال النسيان، يمكننا التخلص من المعلومات والمفاهيم التي لا نحتاج إليها أو نستخدمها في عقولنا، لذلك نتجاهل التفاصيل والعناصر الظرفية من أجل السماح لنا بالتركيز على جوهر المشكلة.
منحنى النسيان يخبرنا لماذا ننسى كل شيء بسرعة:
هل تصدق أن هناك معادلة رياضية تشرح لك لماذا قد تنسى المعلومات التي تعلمتها بسرعة؟ تلك الصيغة الرياضية ليست حديثة على العلم، وذلك لأن العلماء اهتموا بدراسة الميكانيكية التي تعمل بها ذاكرة الإنسان منذ قرن مضى، كان أهم العلماء الذين ساهموا في تجارب علم النفس – الخاصة بالذاكرة – العالم الألماني “هيرمان إبينجهاوس” الذي قدم واحدة من أولى وأهم تجارب الذاكرة في القرن الـ 19 .
وهيرمان إبينجهاوس -بالألمانية: Herman Ebbinghaus- (مواليد 24 يناير 1850 – توفي 26 فبراير 1909) هو عالم نفس ألماني. ظهرت أولى أبحاثه المتصلة بالذاكرة سنة 1885 من خلال كتابه عن “الذاكرة” وقام بدراسات تجريبية لتحديد كيفية النمو، وضبط المتغيرات في الذاكرة. وميز بين: “الذاكرة الأولية المباشرة” و “الذاكرة الثانوية غير المباشرة”. وقد اعتبر أن الذاكرة الثانوية هي المستودع الخفي للمعلومات التي سبق لها أن خضعت للخبرة.
( الصورة رقم 1 )
( عالم النفس الألماني: هيرمان إبينجهاوس – Herman Ebbinghaus )
فقد قضى “هيرمان” الكثير من الوقت لاختبار نفسه في تذكر العديد من مقاطع الكلمات التي لا معنى لها، ليجرب طرقًا مختلفة على نفسه لاختيار الأفضل منها في محاولة تذكر المقاطع بشكل كاف، تكونت هذه المقاطع من حرف ساكن يليه حرف متحرك وينتهي المقطع بحرف ساكن آخر مثل “RUJ” أو “POZ” اكتشف هيرمان من تكراره للتجربة عدة مرات على نفسه عدة اتجاهات يميل المرء لاتباعها حين يحاول تذكر معلومات معينة.
كان الاتجاه الأول الذي ذكره “هيرمان” في تجربته ما يُعرف بـ”تأثير المباعدة” أو “spacing effect” وهو ما اكتشفه هيرمان حينما حاول دراسة القليل من المعلومات في أوقات متباعدة بدلًا من دراسة الكثير من المعلومات في وقت واحد، وجد أن التباعد بين الأوقات وتقسيم كمية المعلومات المراد دراستها يُفيد في محاولة تذكرها بشكل أفضل.
هذا ينطبق على كل من يحاول دراسة كمية كبيرة من المعلومات في الليلة التي تسبق يوم الاختبار، بحسب نظرية هيرمان فإن محاولة تذكر كل المعلومات التي درسها المرء في وقت واحد ستؤول بالفشل في النهاية ولن يتذكر المرء من تلك المعلومات إلا القليل، ومن هنا خرج هيرمان باتجاه آخر له علاقة بطريقة التذكر لدى ذاكرة الإنسان، وسمي ذلك الاتجاه بـ “تأثير الادخار” أو “Saving Effect”.
حاول هيرمان قياس المدة التي احتاجها ليتذكر مقاطع الكلمات المكونة من 3 أحرف التي لا تعني كلمات مفيدة، بعد أن كررها وتعلمها للمرة الثانية، ليحاول المقارنة بين الوقت الذي يحتاجه المرء لتذكر معلومات تعلمها لمرة واحدة، والوقت الذي يحتاجه لتذكر المعلومات ذاتها بعد تكرارها مرتين، وجد هيرمان أنه احتاج نصف الوقت الذي احتاجه لتذكر المعلومات في المرة الأولى ليحاول تذكرها في المرة الثانية.
يشير “منحنى النسيان” أن بمجرد تعلم المعلومات يدخل المرء فورًا في مرحلة نسيانها، اكتشف هيرمان أن النسيان لا يحدث دفعة واحدة وإنما على مراحل، حيث وصف ما يحدث في مرحلة النسيان الأولى بـ “النسيان الواعي” أما ما يحدث في المرحلة الثانية فهو “نسيان لا واع” يستغرق من المرء وقتًا أطول لكي ينسى فيه المعلومات التي تذكرها، ولهذا استغرق هيرمان وقتًا أقل حينما حاول تذكر المعلومات التي تعلمها، وهي مقاطع الكلمات القصيرة، للمرة الثانية.
ما منحنى النسيان؟
يعتبر أهم ما خرج به “هيرمان إبينجهاوس” من تجاربه المختلفة على نفسه وعلى الآخرين حيال كيفية عمل الذاكرة وكيفية حفظ المعلومات هو “منحنى النسيان”، فسّر عالم النفس الألماني الطريقة العلمية التي توضح عملية تذكر المعلومات أو نسيانها من خلال منحنى شديد الانحدار يُعرف بـ”منحنى النسيان”.
يشير “منحنى النسيان” أن بمجرد تعلم المعلومات يدخل المرء فورًا في مرحلة نسيانها، ومحاولة التذكر بعد التعلم مباشرة لا تنجح كما هو المتوقع من الكثيرين، حيث يتذكر المرء قليلًا مما تعلمه في اليوم التالي للدراسة، ويتذكر أكثر من ذلك في الأيام القليلة التالية، ولهذا فستكون محاولة التذكر في اليوم التالي مجرد مضيعة للوقت.
فمن خلال ملاحظتنا لهذا المنحنى، وبقراءتنا السريعة لمعطياته. يمكن القول أنّ العقل البشري ينسى المعلومات التي يتلقاها – طبقاً لتجارب هيرمان – بالنسب التالية:
– بعد ساعة يصل النسيان إلى أكثر من 50%
– بعد يوم يصل النسيان إلى 30%
– بعد أسبوع واحد لن تحتفظ ذاكرته إلّا بـ 20% فقط منها
– بعد شهر لا يتبقى في ذاكرة الانسان سوى أقل من 5% من كمية المعلومات التي تلقاها.
لكن عند نقطة معينة تتوقف عملية النسيان، مما يعني أن المعلومات ستبقى مستقرة في الذاكرة طويلة الأمد دون أي تهديد لضياعها.
فنحن إذن نفقد نسبة كبيرة من المعلومات إذا لم يتم محاولة استذكارها.
علاج النسيان استمرارية الاستذكار والمراجعة والتكرار المتباعد:
ورغم تلك النسب الكبيرة في فقدان المعلومات التي يتم تحصيلها، إلا أن هيرمان لم يكن متشائمًا حيال اكتشافاته تلك، لأنه وجد طريقة تساعد على جعل منحنى النسيان أقل انحداراً، أي في سياق آخر وجد طريقة تساعد على عدم نسيان المعلومات بشكل مباشر بعد تعلمها أو قراءتها وذلك من خلال “التكرار المتباعد“، فلا يجب على المرء تقسيم كمية الدراسة على عدة أوقات مختلفة فحسب، بل يجب عليه إعادة قراءتها من جديد على فترات متباعدة لكي يكررها بشكل متباعد وهو ما سيسهل عليه عملية حفظها في ذاكرته وعملية تذكرها.
في الصورة في الأعلى توضيح أن تكرار قراءة المعلومات وحفظها على فترات متباعدة يقلل من انحدار “منحنى النسيان” ويزيد من قوة الذاكرة في حفظ المعلومات وتذكرها لكي يغذيها الدماغ وكأنها عضلة يغذيها الجسم لتكون أقوى.
في هذا الصدد، يمكن استحضار “الخطاطة العامة للتكرار” والتي تبناها نفس العالِم.
الخطاطة العامة للتكرار:
تتمثل هذه الخطاطة بشكل مختصر في:
لذا يتعين على استخدام آليه “التكرار المتباعد” على النحو التالي:
للتذكر لفترة قصيرة:
– التكرار (لأول مرة) بعد الحفظ مباشرة.
– ثم التكرار (لثاني مرة) بعد الحفظ بـ 15 : 20 دقيقة.
– ثم التكرار (لثالث مرة) بعد الحفظ بـ 6 : ساعات.
– ثم التكرار (لرابع مرة) بعد الحفظ بـ 24 ساعة.
للتذكر لفترة طويلة:
– التكرار (لأول مرة) بعد الحفظ مباشرة.
– التكرار (لثاني مرة) بعد الحفظ بـ 20 : 30 دقيقة.
– التكرار (لثالث مرة) بعد الحفظ بـ: يوم واحد (24 ساعة).
– التكرار (لرابع مرة) بعد الحفظ بـ 2 : 3 أسابيع.
– التكرار (لخامس مرة) بعد الحفظ بـ 2 : 3 أشهر.
فما تقول هذه الخطاطة أنّ هناك اختلاف بين استغلال التكرار حسب الحاجة والضرورة، فإن كنت تريد الحفظ بسرعة مع احتمال النسيان على مدى الطويل، فالأفضل أن يتم التكرار على مدى قصير أيضًا وعلى أربع مراحل في نطاق الأربع وعشرين ساعة بعد عملية الحفظ الأولي.
أمّا في حالة إذا ما أراد الشخص الاحتفاظ بالمعلومات لوقت أكبر سواءً تعلم لمفردات لغة أجنبية، أو معلومات علمية، أو أحداث تاريخية (إضافة منا: أو حفظ القرآن الكريم)، فيجب أن تعتاد ذاكرته أيضًا على التفكير والتخزين على المدى الطويل. بغيةَ ذلك، يجب تكرار ما تم حفظه على فترات متباعدة قد تصل للشهرين أو الثلاثة.
من هذا وذاك، يمكن أن نستنتج أنّ الذاكرة تعتمد بشكل أساسي على التمرين والتدريب، فالهدف من الحفظ (سواءً على سرعة أو لمدة أطول) هو المرجع والمحدد الأساس لطريقة الحفظ (على المدى الطويل أو القصير).
مع ملاحظة أن فترة المراجعة أو التكرار المتباعد (ستكون في كل مرة) أقصر بكثير من فترة الحفظ لأول مرة، بحيث يمكن ألا تتعدى بضع دقائق فقط (عند كل تكرار).
وضع هيرمان لذلك معادلة رياضية كالآتي:
R = e^(-t/s)
حيث تعني (R) وحدة قياس إمكانية تذكر المعلومة، و (s) تعبيرًا عن القوة أي قوة الذاكرة، بينما (t) تعبر عن وحدة الزمن إشارة إلى الوقت الذي يمر على تعلم أو قراءة المعلومة، أما عن (e) فهو ثابت رياضي.
يعمل العقل بسياسة “استخدمها وإلا ستخسرها” ( Use it or lose it ) حينما يحاول تخزين أي معلومات جديدة في الذاكرة، فإما يحاول المرء استخدامها جيدًا وتجديدها ومحاولة الحفاظ عليها في الذاكرة عن طريق تكرار قراءتها على فترات متباعدة، وإما ستخسر الذاكرة ما احتوت عليه من معلومات ويصبح من الصعب محاولة استعادتها مرة أخرى من خلال كثير من المحاولات التي لن تفعل شيئًا سوى إضاعة مزيدًا من الوقت.
مقولات منتشرة، ولكنها غير صحيحة:
هناك قناعات خاطئة تحملها عن الذاكرة يجب التخلص منها:
– “أنا كثير النسيان”
– “ذاكرتي ممتلئة”
– “أنا اتقدم في العمر وذاكرتي تضعف”
– “ضغوطات الحياة تضعف من ذاكرتي”
– “الذاكرة أمر معقد ويحتاج لوقت وانا لا أمتلك الوقت الكافي”
– “هناك أنواع من الأغذية تساعد على تحسين عمل الذاكرة، كما أن هناك أغذية تضعف عمل الذاكرة، ولست على درجة من الوعي بهذه الأغذية، فمهما حاولت لتحسين ذاكرتي سوف تضعف بسبب نظامي الغذائي”
هذه القناعات القديمة تُضعف ثقتك بذاكرتك وتعيق تقدمك؟
لذا ينبغي عليك أن تتبنى قناعات مثل:
- التذكر عضلة: مثلها كمثل أي عضلة أخرى يمكن تقويتها بالتمارين والممارسة. فإذا لم تكن ذاكرتي قوية بما فيه الكفاية، فمعنى ذلك أنني بحاجة إلى تقويتها.
- التذكر مهارة: وليست موهبة، والمهارة يمكن اكتسابها على عكس الموهبة والتي تخلق مع الأنسان منذ الولادة.
- الذاكرة لا يمكن أن تمتلئ إطلاقا:أن الجزء الذي قد يكون مستخدم في حال استقبال معلومة كل ثانية باستمرار طوال عمر الانسان لا يتعدى حبة الحمص.
و لا تنسى ما يلي:
– لا توجد ذاكرة ضعيفة، ولكن هناك ذاكرة غير مدربة (الذاكرة تعتمد بشكل أساسي على التمرين والتدريب).
– سعة ذاكرة الانسان غير محدودة.
نصائح للاحتفاظ بالمعلومات لأطول مدة:
من أجل ذلك، وقصد الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة لوقت أطول. مجموعة من النصائح والطرائق يمكن أن تُقَدم. نطرح منها الآتي:
- بدايةً عليك أن تحاول فهم ما تحفظه، فذلك علميًا سيجعل من المعلومات تترسخ في الذاكرة تسع مرات أسرع. لهذا، لا تجعل من ذاكرتك مكان تخزين للحفظ عن ظهر قلب، وكأنّها آلة تكرار وحفظ وإلقاء فقط، بل استغل قدرات ذاكرتك جيدًا بما يتناسب مع صفتك البشرية الذكية المفكرة.
- هناك ما يسمىبتأثير الموقف المتسلسل، والذي يدل اختصارًا حسب الاستنتاج الذي توصل له (هيرمان إبينجهاوس) استنادًا لتجربته على نفسه، على أنّ ذاكرة المرء تتذكر بشكل أفضل أول (تأثير الأسبقية) وآخر (تأثير الحداثة) عناصر سلسلة أو قائمة ما، فاستخدمها إذًا كنقطة قوة خلال حفظك.
- هناك نظرية تسمىبنظرية “التداخل” لتفسير النسيان، والتي تثبت أنّ الأحداث أو المعلومات الجديدة تحدث خللًا في الذاكرة وبالتالي تداخل في المعارف، مما يؤدي إلى نسيان المعلومات السابقة وتعويضها بالجديدة (نوع التداخل الرجعي) أو تعطيل التعلم الجديد بسبب مكتسبات سابقة (نوع التداخل الكفي). من أجل ذلك، يجب عليك محاولة استيعاب المواد في إطارها العام قبل الانتقال للعناوين والنقاط الفرعية، وأيضًا يستحسن عدم مراجعة مواد دراسية متشابهة في نفس الوقت أو وراء بعض، فلن يزيد ذلك إلّا تعقيدًا لعملية التعلم.
- تعلم بالمضادات(خاصة بالنسبة لتعلم اللغات الأجنبية)، فإن كانت كلمة “Jour” مثلًا تعنى بالفرنسية النهار، فيجب أن تعلم أنّ الليل هو “Nuit” بمعنى أنّ التعلم بالمضادات أمر مهم يسهل الحفظ والتذكر.
- “الكلمة – المسمار”،أو ما يسمى “Mots-Clous” إنّها طريقة فرنسية قديمة تختصر في أنّه مثلًا إن كنت تريد تعلم لغة أجنبية فاربط كلمة تعلمتها بكلمة تعْلَمُها سابقًا. هكذا، كلما تذكرتك كلمتك المعتادة فستتذكر أوتوماتيكيا الكلمة الأخرى. (الأمر سهل التنقيد لو استعنت بمقاطع من الأغاني مثلًا).
- إن كنت ممن يملكون ذاكرةً سمعيةً قويةً، فالأحسن أن تستخدم طريقة التسجيل الصوتي. اقرأ المعلومة أو الكلمة وسجل نفسك، أعد الاستماع للتسجيل مرارًا وتكرارًا، لتجد نفسك تحفظها وتتذكرها بسهولة.
- اصنع لنفسك ستايل ونمطًا خاصًاأثناء الحفظ. مثلًا نبرة خاصة غريبة لنطق الكلمة، رسم معبر عن المعلومة … ستجد أنّ الأمر ممتع قليلًا ومرح، وطبعًا مفيد وفعال للغاية.
في الأخير، تجدر الإشارة وكما قلنا سابقًا، أنّ عملية الحفظ وتغيير النمط ما هي إلّا عملية تمرين للذاكرة. لهذا، ستلاحظ الفرق مع التكرار والمداومة. إلى جانب الثبات على الهدف الأساسي من العملية التعليمية.
==========================================
الحل المقترح للطلبة – لعلاج مشكلة منحنى النسيان
الحل ببساطة هو (4) مراجعات خلال الشهر، وكلمة السر هي (5) دقائق.
1- المراجعة الأولى:
قبل مرور ساعة، وتكون بعد انتهاء الشرح أو المذاكرة أو الحفظ مباشرة، وتحتاج فقط من 3 إلى 5 دقائق مراجعة، لأن التركيز سيكون على النقاط الأساسية، يمكن أن تتم مراجعة النقاط الأساسية. (مثلاً مراجعة الخريطة الذهنية) أو الكلمات المفتاحية.
2- المراجعة الثانية:
قبل مرور 24 ساعة، وتكون بمذاكرة الدرس والتطبيق عليه، من خلال حل تدريبات في نفس اليوم الذي تم تلقى الشرح فيه في الحصة أو المحاضرة.
3- المراجعة الثالثة:
قبل مرور أسبوع، وتكون مراجعة سريعة قبل الحصة الجديدة أو المحاضرة الجديدة من نفس المادة، تحتاج من 3 إلى 5 دقائق، لأنها أيضا تركز على أساسيات الدرس وتعيد تثبيت النقاط الهامة فيه.
4- المراجعة الرابعة:
قبل مرور شهر، وتكون مراجعة سريعة على الدروس التي تمت مذاكرتها في المادة خلال شهر، تحتاج من 3 إلى 5 دقائق، السر في قلة الفترة الزمنية التي تحتاجها هذه المراجعة أن المعلومات تكون مستقرة.
وتذكر: إن التكرار من أهم الطرق التي تساعدك على ترسيخ المعلومات في ذاكرتك بعيدة المدى.
والله ولي التوفيق،،،